اليمن.. وحشية الكونجرس الأمريكي ومساعدات بريطانيا اللاإنسانية

 

استطاعت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تحويل اليمن السعيد إلى اليمن التعيس، بعد دعمهما الفاضح للإرهاب السعودي على اليمن، والذي ما زال مستمرًّا لأكثر من سنة ونصف، وهو إرهاب طال البشر والحجر.

وكما هو متوقع قامت البرجماتية الأمريكية الأربعاء بتدعيم صفوف الظلم السعودي لليمن بالسلاح، حيث أيد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الأربعاء، بيع أسلحة أمريكية للسعودية بقيمة 1.15 مليار دولار، حيث صوت مجلس الشيوخ بأغلبية 71 صوتًا مقابل 27.

المعارضون من النواب الأمريكيين لعرقلة الصفقة العسكرية مع الرياض قالوا بأن لهم العديد من المخاوف من بينها الدور الذي تلعبه السعودية في النزاع اليمني، و”سجلها الضعيف في مجال حقوق الإنسان”، إضافة إلى احتمال انتشار سباق تسلح في المنطقة.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت في التاسع من أغسطس أن وزارة الخارجية وافقت على بيع أكثر من 130 دبابة (من طراز أبرامز) و20 عربة مدرعة ومعدات أخرى للمملكة، وكانت الولايات المتحدة قد وافقت على صفقات بيع أسلحة إلى الرياض بقيمة 5,9 مليار دولار في 2015.

موافقة النواب الأمريكي لإتمام الصفقة تأتي بالرغم من مطالبة منظمة “مراقبة بيع الأسلحة” خلال مؤتمر عقدته الشهر الماضي في جنيف الدول الكبرى المصدرة للأسلحة بوقف مبيعاتها إلى السعودية بسبب حربها في اليمن التي بدأتها في مارس 2015.

واتهمت المنظمة هذه الدول ومن بينها الولايات المتحدة وفرنسا بممارسة “أسوأ أشكال النفاق” و”انتهاك القانون الدولي بشكل سافر من خلال استمرارها في بيع أسلحة قاتلة بمليارات الدولارات إلى السعودية”، وجاءت دعوة المنظمة خلال مؤتمرها الثاني حول “معاهدة تجارة الأسلحة” التي بدأت العمل على تنفيذها في 2014، وتشتمل على قوانين تحكم سوق الأسلحة الدولية، وتطلب المعاهدة من الدول وقف أية صفقات أسلحة إذا أقرت في وقت بيعها أنها ستستخدم ضد مدنيين.

وقالت آنا ماكدونالد مديرة منظمة مراقبة بيع الأسلحة إنه بالاستمرار في بيع الأسلحة إلى السعودية فإن أكبر الدول المصدرة للأسلحة الموقعة على المعاهدة تمارس “أسوأ أشكال النفاق”، في إشارة للولايات المتحدة الأمريكية.

وإذا تمت الإشارة إلى النفاق، فلن يختلف حال بريطانيا حليفة واشنطن عنها، فالحكومة البريطانية والتي تتعرض لضغوط من لجنة الدفاع في البرلمان البريطاني لوقف بيع السلاح إلى المملكة السعودية، تعتزم زيادة معوناتها الإنسانية لليمن؛ بذريعة مساعدة ملايين اليمنيين الذين يعانون بسبب الصراع الذي يمزق بلادهم، حيث صرحت بريتي باتل وزيرة التنمية الدولية البريطانية أن حكومتها سوف تنفق 37 مليون جنيه استرليني إضافية هذا العام، ليصل إجمالي المساعدات المقدمة لليمن إلى 100 مليون جنيه استرليني.

النفاق البريطاني باليمن يتمثل في أن المملكة المتحدة التي تدعي تقديم مساعدات مالية لا تتعدى بضع ملايين من الجنيهات لمساعدة اليمنيين، تقوم في نفس الوقت بالموافقة على بيع أسلحة للسعودية تتجاوز قيمتها 3 مليارات جنيه استرليني، لتقوم السعودية باستخدامها فيما بعد لتدمير اليمن وقتل المدنيين. ويرى مراقبون أنه إذا أرادت بريطانيا مساعدة الشعب اليمني بحق، فما عليها إلا أن توقف بيع السلاح الذي يدر على خزينتها مليارات الدولارات لحليفتها السعودية.

وكانت “منظمة أطباء العالم” قد أعلنت مطلع الشهر الجاري عن مغادرة طواقمها الطبية اليمن؛ بسبب كثافة الغارات التي تشنها طائرات العدوان السعودي على اليمن، مؤكدة أن الغارات المكثفة جعلت الاستمرار في تقديم الخدمات للسكان شبه مستحيل، وقبل أيام قالت منظمة العفو الدولية إن قنبلة جوية دقيقة التوجيه أمريكية الصنع استخدمت في غارة جوية استهدفت مستشفى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في شهر أغسطس الماضي، ونقلت المنظمة الحقوقية عن خبراء أسلحة استشارتهم، وكشفوا من الصور أن قنبلة جوية دقيقة التوجيه من طراز “بايفواي” استخدمت في هذه الغارة، وأسفرت الغارة على المستشفى في مدينة عبس بشمال اليمن عن سقوط 19 قتيلًا و24 جريحًا، بحسب منظمة أطباء بلا حدود، فيما اعتبر المتحدث باسم المنظمة أنه “من المشين” استمرار تزويد السعودية بأسلحة تستخدمها في الحرب باليمن.

قد يعجبك ايضا