أمريكا وآل سعود .. النفط مقابل البقاء في الحكم

تقرير/ جميل مسفر الحاج

توصف العلاقات الأمريكية السعودية بأنها علاقات تاريخية قوية، حققت واشنطن من خلالها على مدى عشرات السنين، ولا تزال، الكثير من المكاسب السياسية والاقتصادية الاستراتيجية.

فقد حرصت أمريكا منذ زمن على تضليل الرأي العام في المنطقة العربية بأن دول الخليج يحيط بها خطر كبير وخصوصاً السعودية ، بهدف فرض الحماية عليها واستغلال ما تمتلكه من ثروة نفطية ، وظلت أمريكا على هذا الحال في تضليل الراي العام فكانت البداية بالعراق والتي جعلت منه امبراطورية ستبتلع دول الخليج, وجلعت من هذا مبراراً لتدخل بقواتها واساطيلها البحرية في المنطقة العربية وبالذات الخليجية , واستمرت أمريكا في تزيف الحقائق واشعال النزاعات لتصل إلى ان هناك خطرا ايرانيا يهدد دول الخليج , وصولا إلى الخطر الايراني القادم من اليمن , وهكذا استطاعت أمريكا ونظام ال سعود تضليل المجتمعات بوجود مخاطر تحدق بدول الخليج, وذلك لضمان وضرورة تواجد القوات الأمريكية في دول الخليج , وكذا ضمان واستمرار حماية النظم المستبدة في دول الخليج وبالذات نظام ال سعود .

 

جذور العلاقة الأمريكية مع آل سعود

في العام 1945م تم التوصل إلى اتفاق كوينسي وتضمن توفير الولايات المتحدة الحماية اللا مشروطة لعائلة آل سعود الحاكمة، مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التي تستحقها الولايات المتحدة, وقد تم في 2005 تجديد محتوى الاتفاقية لمدة60 عاما من قبل الرئيس جورج دبليو بوش.

وتظل هذه العلاقات، بطبيعة الحال، محكومة بظروف البلدين، حيث ترتبط السعودية بالولايات المتحدة في تحالف قديم ، وقفت فيه الرياض بقوة خلف واشنطن في مواجهة الاتحاد السوفييتي في حقبة الحرب الباردة، وفي مواجهة مصر في عهد عبد الناصر، والعراق في حقبة صدام حسين، وفي سوريا وفي العدوان على اليمن بهدف تمزيقه , وهي الآن تقف معها في خندق واحد لتنفيذ المشروع الأمريكي في المنطقة العربية .

 

أمريكا وآل سعود الحماية “الوصاية” مقابل النفط

تكتسب السعودية أهمية في السياسة الخارجية الأمريكية لكونها أكبر مصدر للنفط في العالم، وهي صمام أمان لإمدادات الطاقة، وكابح فعال لأسعار النفط.

ولذلك يعتبر استمرار حكم ال سعود هو جزء من المصالح الحيوية للولايات المتحدة التي تقدم كذلك الحماية الغير مشروطة لعائلة آل سعود، وأقل منها للمملكة بصفة عامة ضد أي تهديد خارجي.

بالتالي استقرار شبه الجزيرة العربية وإعطاء القيادة الإقليمية للسعودية ودورها الهام في المنطقة هم أيضا جزء من المصالح الحيوية للولايات المتحدة.

وبهذا لا يستطيع أحد أن ينكر أنّ المملكة العربيّة السعوديّة تقع اليوم تحت الحماية الأمريكيّة، أو بتعبيرٍ أدقّ: تحت الوصاية الأمريكيّة، حتى باتت المملكة تُوصف بأنّها “محميّة أمريكيّة”.

الوصاية الأمريكيّة على السعوديّة تأخذ طابع الوصاية العسكريّة أوّلاً، فالولايات المتّحدة تمتلك “تسهيلات جوّيّة خاصّة” في أراضي المملكة ، بل قد زُرعت القوّات الأمريكيّة في قلب القواعد والمراكز العسكريّة السعوديّة، وهكذا، لتكون كلّ المخطّطات والتحرّكات السعوديّة مفضوحةً ومراقبةً عن كثب.

 

المشروع الأمريكي يفشل في اليمن

تسعي أمريكا إلى تنفيذ مشروعها في اليمن عبر اذرعتها في المنطقة العربية مثل السعودية والامارات ، وذلك باقل التكاليف وعلى حساب أموال الشعوب الخليجية , ولتكون في حل من السخط الشعبي والرسمي , حيث تظهر بان لا علاقة لها بالعدوان الذي يشن على اليمن منذ ما يزيد عام وسبعة اشهر .

ومما هو واضح في المشروع الأمريكي هو تقسيم اليمن إلى دويلات صغيرة تحت مسمي فدرالية , حيث ان هذا التقسيم سوف يخلق مزيدا من الصراعات السياسية الجديدة تضاف الى الصراعات السياسية الحالية، ان لم يتم مواجهة هذا التقسيم الخطير واسقاطه من البداية، نظرا لان تقسيم اليمن الى ستة اقاليم يخلق صراعات سياسية وحدودية بين الاقاليم الستة خصوصا وان بعض الاقاليم بقيت اقاليم مغلقة .

وبرغم القوة التي تمتلكها دول العدوان الآ أن اليمنيون استطاعوا اسقاط المشروع الأمريكي في اليمن , والذي يراد من خلاله تنفيذ التقسيم الأمريكي لليمن لتكون دويلات متناحرة وفي صراع دائم لكي تفرض وصايتها على اليمن بمصوغ قانوني تحت مسمي الحماية , كما فعت في دول الخليج .

قد يعجبك ايضا