عن ثورة سبتمبر حتى لا نترك فرصة لمن يريد تحريف التاريخ …بقلم / عبدالله بن عامر

 

*القول إن ثورة سبتمبر كانت ضد سلالة معينة يجافي الحقيقية وينال من الثورة نفسها التي جاءت تنشد العدالة للجميع , حيث تؤكد أحداثها أن هذا المفهوم كان لدى البعض الذين أتخذوا من الثورة وسيلة للإعتداء والإنتهاك على المواطنين على خلفية السلالة أو العرق ويعترف الثوار انفسهم في مذكراتهم بتلك الأخطاء (إعدامات ونهب اموال ومجازر عبر الطيران) التي أخرت إنتصار الثورة كما يقول الإرياني وأودت بالبلاد إلى مصادرة القرار السياسي حتى أصبحت اليمن مسرحاً للصراع الأقليمي السعودي المصري.


*الثورة واضحة من اهدافها انها كانت ضد النظام الإمامي ومعارضة ذلك النظام لم تكن تقتصر على فئة معينة بل إن شخصيات من الأسرة الحاكمة وقتها كانت تعارض النظام وأعدم الإمام أحمد عدد من أقاربه على خلفية مواقفهم السياسية وهناك محاولات ثورية تصدرها من الناس المقربين للإمام ولم تنجح ثورة سبتمبر إلا بهم , وهذا كله لا يعني أن نظام الإمام كان سلبي للدرجة التي تم تصوريها فيما بعد وهنا أذكر أمر مهم جداً يتعلق بمحاولة عرض فيلم مصري (منتصف الستينات) تم إنتاجه يسيء للإمام أحمد وحينها وقبل إعتراض الملكيين أعترض الجمهوريين على عرضه وتم منع عرض الفيلم في اليمن لأنه يحمل مغالطات كبيرة وقالوا وقتها هذا الفيلم لا يسيء للإمام بقدر ما يسيء لثقافة وعادات اليمنيين وفشل الفيلم فشلاً ذريعاً بل لم يعرض فيما بعد (مشاهد الثورة التي يتم عرضها في ذكرى 26سبتمبر ليست حقيقية بل تم تمثيلها كمشهد من مشاهد الفيلم وتعرض بشكل مستمر في التلفزيون منذ سنوات).

* هناك الكثير من الكلام يجب أن يُقال اليوم حتى لا نترك لمن يريد تحريف التاريخ ولمن يحاول إستدعاء أحداث تلك المرحلة ليستغلها اليوم ويضعها في غير موضعها لكن يجب أن يعرف الجميع أن أغلب ثوار سبتمبر كانوا في صدارة المعارضين لما حدث بعدها حتى نالهم ممن ادعوا انهم ثوار الكثير من السب والشتم بل والحبس وحتى الإغتيال ولمن لا يصدق هذا عليه قراءة مذكرات القاضي الإرياني وغيره من الثوار وكل من كتب عن تلك المرحلة بإنصاف حتى قال قائل منهم : ثُرنا ضد إمام وطلع لنا ألف إمام في وصفه للمشائخ والنافذين الذين ركبوا موجة الثورة وجنوا الأموال ونهبوا وصادروا وأفرغوا كل إنجاز ومكسب وطني من مضمونه والجميع يعرفهم .. لا نحتاج للتذكير بهم ..
* التاريخ غير قابل للتحريف ..
* مشكلتنا أن خصومتنا السياسة انستنا كل شيء حتى أحداث التاريخ بتفاصيلها إيجابية كانت او سلبية توافقت مع رغباتنا وأهدافنا واجندتنا اليوم أو لم تتوافق ..

* هناك الكثير ممن أصابتهم الأحداث بأضرار كثيرة بعد الثورة ومع ذلك آثروا الصمت وأستمروا في خدمة الوطن دون أدنى إعتراف بما أصابهم من قبل الأنظمة المتلاحقة, وهناك الكثير مما يجب قوله حول الصراع الأقليمي في بلادنا وقتها وصراع الثوار أنفسهم والدورين السعودي والمصري .. لكن يمكن تأجيل كل ذلك إلى وقت آخر كون المعركة اليوم مع العدوان لا مع تاريخنا الذي لا يمكن ان نتهرب منه او نتنكر له ..

*أنصحكم بقراءة التاريخ بصمت فالضجيج ينعكس عليكم ويصيبكم قبل أن يصيب خصومكم.
*أخيراً .. وحتى لا يستخدم أحد ما أكتبه للهجوم أو التعريض أتحدى أي مؤرخ أو كاتب يثبت نقيض ما ذكرته في هذا المنشور ..

قد يعجبك ايضا