الذكرى السنوية للشهيد الإنطلاقه والإستمرار…كتب / زيد البعوه

 

كان الشعب اليمني العظيم المؤمن بالله وبقوله تعالى ويتخذ منكم شهداء يتمنى ان يخوض معركة مع الباطل ويقدم فيها الشهداء في سبيل الله والمستضعفين من عباده لكنه كان يفتقر للقيادة الربانية وللمنهج القرآني وثقافة الجهاد والاستشهاد وفي عام 2000 انطلقت المسيرة القرآنية من جبل مران غرب محافظة صعدة بقيادة السيد حسين بدر الدي الحوثي الذي قال نحن لم نأت بجديد وانما نشكو من الجديد وقال ما نعمله انما هو استجابة لله وللقرآن الذي يقول لنا يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله ونسلك نفس الطريق الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه واله وسلكه اهل البيت عليهم السلام  طريق الجهاد والاستشهاد وجد الناس ضالتهم وتحرك الكثير في توعية المجتمع بالثقافة القرآنية والصرخة في وجوه المستكبرين واتخاذ موقف من أعداء الإسلام من اليهود والنصارى الذين ادركوا خطورة هذه المسيرة عليهم فقرروا ان يقفوا في وجهها من البداية وان يحدوا من ظهورها وانتشارها فسجنوا الشباب وحاربوا الشعار وحذروا من المسيرة وقائدها فلم يجد ذلك فقرروا شن حرب عسكرية في صيف عام 2004 على منطقة مران والشهيد القائد ومن معه من الناس المؤمنين فسقط ما يقارب الـ 500 شهيد على رأسهم الشهيد القائد المؤسس لحركة انصار الله السيد حسين بدر الدين الحوثي والسيد المجاهد العالم الشهيد زيد علي مصلح وكثير من الشهداء الابرار من الشباب والمسنين والعلماء والوجاهات ومن هنا بدأت مسيرة عطاء الشهادة …

بعد الحرب الخامسة التي شنها النظام السابق على محافظة صعدة وبعد ان تحررت منطقة مران في عام 2008 جاء التوجيه من السيد عبد الملك بإطلاق مناسبة عظيمة تليق بعظمة الشهداء ألا وهي الذكرى السنوية للشهيد والتي تستغرق أسبوعا ليس أي أسبوع فهذا الأسبوع في الفترة الزمنية من الـ13 جماد الأول الى 19 جماد الأول من كل عام لها دلالات واهدف ففي هذه الأيام وخصوصاً في يوم الـ 19 جماد الأول استشهد سيد شهداء المسيرة القرآنية الشهيد زيد علي مصلح سلام الله ورحمته عليه فكان أسبوع الشهيد في هذا التوقيت الزمني من كل عام هو تعظيم لهذا الشهيد العظيم الذي كان من ابرز المجاهدين وابرز العلماء والشعراء على مستوى الوطن العربي وليس اليمن فحسب ولأن الموضوع حول الشهداء بشكل عام فسوف اذكر لكم هنا بعض مما قاله الشهيد زيد علي مصلح اثناء الحرب الأولى فحين طلب منه احد الضباط ان يسلم نفسه قال لقد سلمتها لله وفي احد الأيام قبل استشهاده مع شدة القصف وتساقط الشهداء من حوله قال مقولته المشهورة في موقع جبل الخربان في اسفل مران ( سأجعل من مقامي هذا سلماً للنصر او معراجاً للشهادة ) قال هذا وفعله ايضاً استشهد في نفس المكان ودفن جثمانه الطاهر في ذلك المكان إلى يومنا هذا …

اما كيف هي الذكرى السنوية للشهيد وماهي فعالياتها وأهدافها على مدى أيام الأسبوع من 13 جماد الأول الى 19 فهي كالتالي اليوم الأول افتتاح معارض صور الشهداء التي تكون قد تم اعدادها مسبقاً وجمع صور شهداء المنطقة إلى صالة كبيرة يتوافد اليها الناس لألقاء نظرة على العظماء تقديراً لعطائهم وتضحياتهم وفي اليوم الثاني زيارة لأسر الشهداء يقوم بها مشرف المنطقة او احد العلماء لكل اسرة شهيد حاملاً معه صورة الشهيد وهدية متواضعة لأولاد الشهيد مقدمة من مؤسسة الشهداء واخذ صور تذكارية معهم وفي اليوم الثالث جمع أولاد الشهداء وزوجاتهم وابائهم وامهاتهم  إلى مكان وإقامة مؤدبة غداء تكريماً لهم ولشرف مقامهم وتضحياتهم في كل المناطق التي سقط منها شهداء وفي اليوم الرابع يتم اخذ أولاد الشهداء في رحلات ترفيهية إلى مناطق سياحية للترفيه عنهم وإدخال البهجة والسرور إلى انفسهم  وفي اليوم الخامس يذهب جميع أبناء المنطقة إلى روضات الشهداء لزيارتهم وقراءة العهد والوفاء لهم   وفي اليوم السادس تقام ندوات ثقافية  توعوية تذكر الناس بأهمية الشهداء والشهادة وضرورة المضي على الطريق الذي سلكه الشهداء وفي اخر أيام الأسبوع الذي يوافق الـ19 من جماد الأول تختتم المناسبة بفعالية كبرى تلقى فيها الكلمات والقصائد والأناشيد والزوامل حول الشهداء ويختتمها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بكلمة المناسبة ويختلف ترتيب الفعالية من سنة إلى أخرى بحسب الظروف…

مرت الأيام وكثر عدد الشهداء بسب الصراع المستمر بين الحق والباطل وتوسعت الرقعة الجغرافية للمسيرة القرآنية مسيرة الجهاد والاستشهاد التي اصحبت بفضل الله  اليوم ثقافة شعب عشق الشهادة وتطورت المناسبة اكثر فأكثر سنوياً حيث يتم استقبال الذكرى بتزيين الشوارع والحارات والطرقات بصور الشهداء وكتابة عبارات عن عظمتهم وتضحياتهم وإقامة معارض رئيسية تحوي صور كل الشهداء من كل المحافظات وتنتشر الأناشيد والزوامل التي تتحدث عن الشهداء ويتم نشر أفلام تم انتاجها من قبل مؤسسة الشهداء تحوي صور الشهداء ووصاياهم وافلام أخرى تم انتاجها لبعض الشهداء العظماء من القادة والعلماء كنماذج تتحدث عن بطولاتهم وعن جهادهم وحياتهم واستشهادهم وبعيداً عن الشكليات والمنشورات والفعاليات يكفي ان الذكرى السنوية للشهيد قد أصبحت عادة ومبدئ ترسخ في أوساط المجتمع اليمني من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله وان كان هناك بعض حالات النشاز التي نذرت نفسها للشيطان فهي حالات قليله نتمنى لها الخروج من حالة الظلام إلى النور فسلام الله على جميع الشهداء وعلى شعب الشهداء.

 

قد يعجبك ايضا